مادامت لي جمجمة ...مازلت على قيد الوطن ؟!
*منذ وطأت قدماي تراب بغداد قبل اكثر من ثلاثين عاما لم يعرف احدا مصريتي من أول وهلة ،لامن ملامحي ولا من لهجتي ؟
تعلمت من اخوانا العراقيين أن ملامحي جامعة والحمد لله عل صنع الله في عبده هذا ماأكدته لي تجربتي في بغداد.
فمن المصنفين والمستغربين احيانا من الاصدقاء والزملاء وحتى المتطفلين الفضوليين من الغرباء ،منهم اعتبرني جزائري تونسي مغربي ومنهم اعتبرني اردني شامي ومنهم من ظن انني كردي عراقي ...وغير ذلك ؟
فمن المصنفين والمستغربين احيانا من الاصدقاء والزملاء وحتى المتطفلين الفضوليين من الغرباء ،منهم اعتبرني جزائري تونسي مغربي ومنهم اعتبرني اردني شامي ومنهم من ظن انني كردي عراقي ...وغير ذلك ؟
أما لهجتي العامية كوسيلة تمييز لهويتي المصرية فقد غابت عن الجميع ولم تختبر ؟!
حيث قضيت الصبا والشباب تارة سباحة في بحور الأدب وتارة اخرى غارقا في محيط الصحافة والعلاقات العامة فانساب لسان العبد لله وطاب على شئ من العربية الفصحى اللغة الجامعة لكل العرب والمسلمين .ومازلت اذكر صديق الشباب الذي كلما تحدثت اليه بشئ من الفصحى ينهرني ساخرا (ياأخي عيش عيشة أهلك!) وهكذا اصبحت لغتنا الجميلة هي الابن اللقيط الذي ينفر منه الجميع .
حيث قضيت الصبا والشباب تارة سباحة في بحور الأدب وتارة اخرى غارقا في محيط الصحافة والعلاقات العامة فانساب لسان العبد لله وطاب على شئ من العربية الفصحى اللغة الجامعة لكل العرب والمسلمين .ومازلت اذكر صديق الشباب الذي كلما تحدثت اليه بشئ من الفصحى ينهرني ساخرا (ياأخي عيش عيشة أهلك!) وهكذا اصبحت لغتنا الجميلة هي الابن اللقيط الذي ينفر منه الجميع .
وذات ليلة هاجت علي آلام احد ضروس الفك العلوي وظللت اسوف واتوسل للنوم لعل وعسى يأتي علي الصباح واراجع دكتور الاسنان الذي تعودت عليه، لكني ظللت ألوب من الألم لدرجة لم اميز الضرس الذي يولمني هل هو في فمي ام في سقف الجمجمة ؟!
همت على وجهي في ليل بغداد وشوارعها الخالية بسبب الوضع الأمني بعد الواحدة ليلا واستوقفت أحد الصيادلة قبل أن يفرغ من غلق صيدليته وسألته عن وسيلة لتخفيف ألم (ضرسي ) ؟ رجع الى الوراء خطوتين ونظر أعلى العمارة وجد نافذة لازالت مفتوحة يتسرب منها الضوء وقال _ابشر الدكتور اياد اخصائي الاسنان مازال في عيادته_
وهناك وجدت الدكتور قد فرغ من عمله وتفرغ للسمر والحديث في شؤن المهنة
ومعانات الاطباء مع بعض زملائه واصدقائه ،وبعد السلام والتحية والاعتذار من قبلي على انتهاك خلوتهم في هذا الوقت المتأخر من الليل ولكن الضرورة هي التي دفعتني
وهناك وجدت الدكتور قد فرغ من عمله وتفرغ للسمر والحديث في شؤن المهنة
ومعانات الاطباء مع بعض زملائه واصدقائه ،وبعد السلام والتحية والاعتذار من قبلي على انتهاك خلوتهم في هذا الوقت المتأخر من الليل ولكن الضرورة هي التي دفعتني
نهض الدكتور يجهز المنضدة هو يسأل كما هو متوقع دائما :الاستاذ من أي بلد ؟
فقلت بأعلى صوتي :والله لن اقول لك من أين الا بعد أن تخلصني من ضرسي !
وبعد أن أدى الدكتور واجبه في فمي مسح عرقه وتحدث عن معاناته مع ذلك الضرس المتين وهو يصيح لاصدقاءه ضاحكا :أراهن أن الاستاذ العربي مصري ؟!
سألته :كيف عرفت ،قال أنه عندما درس الماجستير قرأ عن معركة تاريخية وقعت345 قبل الميلاد بين الفراعنة وجيس قورش الفارسي عندما حاول غزو مصر وعندما حاول المنقبون عن الآثار نبش مكان المعركة في سبعينات القرن الماضي وجدو نوعين من الجماجم نوع يحتفظ بصلابته ونوع آخر يتفكك ويتهرأ لمجرد تعريتها من التراب ويلفحها
الهواء وبعد البحث والدراسة اكتشفوا ان الجماجم الصلبة للمصريين الذين قتلوا في المعركة ؟!
فقلت بأعلى صوتي :والله لن اقول لك من أين الا بعد أن تخلصني من ضرسي !
وبعد أن أدى الدكتور واجبه في فمي مسح عرقه وتحدث عن معاناته مع ذلك الضرس المتين وهو يصيح لاصدقاءه ضاحكا :أراهن أن الاستاذ العربي مصري ؟!
سألته :كيف عرفت ،قال أنه عندما درس الماجستير قرأ عن معركة تاريخية وقعت345 قبل الميلاد بين الفراعنة وجيس قورش الفارسي عندما حاول غزو مصر وعندما حاول المنقبون عن الآثار نبش مكان المعركة في سبعينات القرن الماضي وجدو نوعين من الجماجم نوع يحتفظ بصلابته ونوع آخر يتفكك ويتهرأ لمجرد تعريتها من التراب ويلفحها
الهواء وبعد البحث والدراسة اكتشفوا ان الجماجم الصلبة للمصريين الذين قتلوا في المعركة ؟!
والحمد لله مادامت لي جمجمة مازلت على قيد الوطن !